تونس في 15 أفريل 2024
تنقضي في بحر هذا الأسبوع 14 شهرا على اعتقال النشطاء السياسيين غازي الشواشي، خيام التركي، عصام الشابي، جوهر بن مبارك، عبد الحميد الجلاصي ورضا بالحاج، وايداعهم السجن على خلفية نشاطهم السياسي بتلفيق تهم إرهابية خطيرة وتهمة التآمر على أمن الدولة، في ظل تحريض سلطة الانقلاب على اعتقالهم في تصريحات منشورة وموثّقة وتهديدها لمن ييبرّئهم باعتباره شريكا لهم في ضغط مفضوح على القضاء بغاية توظيفه في تصفية كل نفس معارض.
وحيث عجز نظام القمع حتى اليوم على تقديم أيّ دليل ماديّ او بداية حجّة لمختلف هذه الاتهامات، و امام غياب أي تقدّم في الملفّ وأي استماع او استنطاق أو مكافحة للمعتقلين منذ إيقافهم ممّا يؤكّد مرّة أخرى على نيّة التصفية السياسيّة بملفّ لا سند مادي أو قانوني له. و حيث تواصل اعتقالهم رغم إجماع مختلف الاطراف السياسية والمدنية و الحقوقيّة على ضرورة رفع هذه المظلمة التي أعادت بلادنا لعهود كان يظنّ التونسيّات والتونسيّون انها مضت بغير رجعة.
يهم التيار الديمقراطي أنّ:
يؤكّد أنّ مواصلة اعتقال هؤلاء القادة السياسيّين يوما واحدا في السجن بعد هذه المدّة سيُعتبر احتجازا تعسفيا خارج القانون يجرّمه القانون التونسي والاتفاقات الدولية.
يحذّر من الخضوع للتعليمات للتلاعب بملف القضيّة بغاية ختم الأبحاث فيها و توجيه تهم واهية بعد استيفاء 14 شهرا كاملة من التنكيل بالمعتقلين وعائلاتهم، و سماعهم لمرّة وحيدة يوم ايداعهم السجن و بعد الخرق البالغ للاجراءات القانونيّة بحرمانهم من حقهم في مسار الطعن في رفض مطلب الافراج عنهم.
يذكّر بأن تعدّد قضايا التآمر على أمن الدولة ومحاولات اغتيال رئيس الجمهورية دون الإفصاح عن أي أفعال ماديّة تؤيّد هذه التهم و القضايا أصبح دليلا دامغا على عبثيّة السلطة واستعمالها لتهم بالغة الخطورة لإسكات المعارضة والتغطية على الفشل الذريع للسلطة القائمة اقتصاديّا واجتماعيّا.
يدعو القضاء التونسي للنأي بنفسه عن الخلافات السياسية التي يحاول نظام الاستبداد توظيفه فيها لتصفية خصومه، والمحافظة على هيبته والتمسّك باستقلاليته واستحضار نضالات قضاة رفضوا الخضوع يحفظ ذكراهم التاريخ الوطني.
يدعو التيار الديمقراطي كلّ الأطراف السياسية و المدنية والاعلاميّين والخبراء وعامة المواطنات والمواطنين الى الالتفاف حول هذه القضية ومراقبة سيرها خلال الايام القادمة باعتبارها جولة مهمّة في نضال الشعب التونسي لتأسيس دولة الحقوق والحريات وفي تحقيق حلمه بقضاء مستقل.
يشيد بصمود عائلات المعتقلين وتمسكهم بالدفاع عن قيم الحريّة والديمقراطية رغم الظلم والمعاناة متسلحين بإيمانهم ببراءة المعتقلين التي ستظهر حتما.